أمير بابكر عبد الله
لفت انتباهي منشور
للصديقة العزيزة زهرة حيدر، وهي مثال للمرأة السودانية القوية التي لا تستسلم؛ لفت
انتباهي أنها وقعت في خطأ توصيف موقف الرافضين للحرب والواقفين على ضفة السلام بأنه
"موقف تالت وأخلاقي".
صحيح تماماً إنه موقف
أخلاقي ولكنه ليس موقف "تالت"، وإنما هو الموقف الثاني وهو موقف ليس
محايد كما يروج له البعض. فهناك ضفتان في المشهد السوداني الآن، ضفة المؤيدين للحرب
والمنخرطين فيها فعلياً هنا وهناك، ويرون أنها الحل الوحيد لتحقيق مصالحهم دون
مراعاة للمصالح الكلية، إذ تقتصر فائدتها على ما تحققه لهما. وهناك ضفة الرافضين
للحرب جملة وتفصيلا ويرون أن السلام وأدوات الحوار هي الطريق إلى حل المشكلات
والأزمات وهي طريق البناء بدلاً عن التكلفة العالية التي يدفع ثمنها الجميع وقوفاً
في ضفة الحرب، خاصة إنها حرب بين أبناء وطن واحد.