عدت من الزقاق هذه المرة مشوشاً
تتجاذبني الهواجس والشكوك. لم يعد الزقاق كما كان قبل نصف قرن من الزمان، تغييرات
كثيرة طالته، خاصة عندما حاولت السلطات إعادة تخطيط المدينة بعد أن صار في منتصفها
بفعل تمدد العمران وانتشار العديد من الأحياء السكنية حوله. لكنه ظل كما هو زقاق
تمتد على جانبيه ذات المنازل الستة عشر وإن كان شكلها قد تغير عما كانت عليه
وتفرعت عنه عدة ازقة مجاورة ، فبعد بيوت الطين القصيرة أطلت على الزقاق بيوت
اسمنتية بعضها تسامق عدة طوابق. كل ما استطاعت السلطات أن تفعله ، بعد استحالة
عملها في طرقاته الداخلية، هو الشارع الأسفلتي الذي استقطعته من الجرف على الشريط
النيلي من الناحية الشرقية للزقاق، وكذلك الشارع الواقع غربه حيث استثمر أصحاب
البيوت المطلة عليه ذلك الوضع، بعد توسعة الشارع ، ليفتتحوا محال تجارية أصبحت
مركزا ضخماً للعديد من الخدمات.