زلزال إرتجت له أطراف العامراب، أثر زغرودة أطلقتها زينب. " سيعود طوليب"، سرى النبأ كما النّار في الهشيم. تناقله الجميع الي أطراف العامراب، مما حث خطاهم للإسراع ناحية أولاد الماحي ودعمر.
نعم!!. سيعود طوليب، ربما غدا أو بعد غد صحيحا معافى وبكامل عقله.
" هذا ما ورد في خطاب عمي" هكذا قالت زينب للأمين.
سعيدة هي بعودة أخيها وبوجود الأمين بجوارها الآن، وهي التي رفضت إتمام زواجها منه إلا بعد شفاء اخيها .
قال الفكي لجلال الدين:
- وماذا في ذلك؟
- يقولون انه عائد سليم العقل.
- وهل تصدق؟! خمس سنوات وهو بلاعقل يعود بعد شهور من العلاج وهو عاقل ؟
- ربما صدق الخبر. ماذا نفعل في هذه الحالة؟
- في ماذا ؟
- في الرجل الذي دفناه حيا يامجنون..سيفتح الملف من جديد.
- مجنون. ولا تقبل شهادته....ثم انه شاركنا الدفن، لا تنسى ذلك.
- ولا تنسى اننا هددناه بقتل زينب إن لم يفعل.
تحسست سعاد جسدها وهي تنظر الى وجه زينب الناطق بشرا، تحسسته وغصة تطعن حلقها . كيف يعود طوليب عاقلا؟! صحيح أنها انتظرت عودته طوال شهور، لكنها على يقين من عودته كما ذهب. ماذا تفعل ولا أحد ينظر اليها وهي الدميمة ... ماذا تفعل سوى انتظار لياليها الحافلة باللذّة معه. لكن العقبة الآن في عقله. كيف تهدده الآن والإنتقام من زينب إن لم يأت في موعده. ودائما ما كان يأتي في موعده خوفا عليها. هل تراه سيذكر لياليه معها ؟! ياللفضيحة سيذاع الخبر وتفقد مجنونها. صرخت دواخلها في قهر " مصيبتين ياطوليب بعد عودتك" .
- عائد من يعرف سرك ياشيخ العامراب .
قالتها كلتوم بصوت عالي في وجه الشيخ المستلقي على فراشه في إعياء، لم يقو على الحركة منذ تلقيه النبأ. كيف يعود هذا الملعون عاقلا ..وقد شبع جنونا.
صارت نفسه تلعن ذاتها دون تصريح بذلك.
بعضهم سعداء وبعضهم سعداء بسعادة الآخرين، أما زينب والأمين فقد ذبحا كبشا نذراه يوم أن غادر طوليب مع عمه منذ شهور.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق