أمير بابكر عبدالله
آخر نكات المصريين أن وقف مسطول في منتصف
ميدان التحرير بعد انتهاء الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية وقال لهم "لو
كان النهائي شفيق وحمدين صباحي ماكانش في مشكلة ..ممكن حمدين صباحي وشفيق مسائي".
وما بين حمدين وشفيق يظل الأخوان المسلمون والسلفيون يلعبون على حبل الثورة المصرية
الذي صار معلقاً يشدونه كيفما كانت مصلحتهم لا مصلحة الوطن كما يراها الثوار.
كلام واقعي جداً قال به الروائي والكاتب
المميز د. علاء الدين الأسواني في لقاء له مع الجزيرة مباشر مصر، قال "إن الإخوان
المسلمين حالة نفسية وسياسية تتكرر منذ العام 1928، لا تتطور" وان دورتها
ثابتة حيث ينضم الخوان المسلمون للحركة الديمقراطية الوطنية ويكونون ضمن الصف
الوطني ثم يفارقونه متى ما بلغوا مصالحهم ليلتحقوا بركب السلطة، بتبرير أن الإخوان
يعطون أنفسهم الحق في التحالف مع السلطة لتمكنهم من الوصول إليها. ولكن السلطة
تستخدمهم إلى حين استنفاد أغراضها منهم.
قفز إلى ذهني تاريخ الإخوان المسلمين في
السودان أو بالأحرى الحركة الإسلامية لأنها كل يوم باسم. في أكتوبر 1964 اصطفوا مع
القوى الوطنية والديمقراطية في خندق واحد ضد دكتاتورية الفريق عبود، وما أن استقر
أمر الثورة إلا وانقلبوا على الديمقراطية بطرحهم الدستور الإسلامي وقادوا في حملات
شعواء حملة حل الحزب الشيوعي. في مايو 1969 اصطفوا مع القوى الوطنية ضد نظام نميري
ثم عادوا ليتحالفوا معه في منتصف السبعينيات، ضاربين بكل نضال الشعب السوداني عرض
الحائط، وبذات التبرير التي قال بها الأسواني عن إخوان مصر، إذ منحوا أنفسهم الحق
في التحالف مع سلطة مايو ودعم رئيسها نميري ليتمكنوا من بلوغ السلطة وتطبيق رؤاهم
في الحكم. استخدم نميري بذكاء الإخوان المسلمين في ضرب الشعب السوداني، بل وصار
أميراً للمؤمنين بفضلهم وحامي حمى الإسلام والشريعة إلى أن استنفد أغراضه منهم
ليلفظهم في نهاية المطاف، ويصادف ذلك قمة النضج الثوري في السودان ليركبوا موجة
الاصطفاف الوطني رغم الرفض الشعبي لهم، ويحاولون الظهور بمظهر الأبطال في انتفاضة
أبريل 1985.
تحالفوا مع المجلس العسكري الانتقالي،
وتحالفوا مع حزب الأمة بعد الانتخابات في أكثر من حكومة، وعندما يدركون انها لا
تحقق مصالحهم (لا مصالح الوطن) يخرجون منها، إلى قاموا بفعلتهم النكراء بالتخطيط
لإنقلاب يونيو 1989. وفي ذلك تفوقوا على إخوان مصر في اغترافهم لجريمة خرق الدستور
الديمقراطي وإنقلابهم عليه ومن أجل ان يصلوا إلى السلطة، وها هم في السلطة الآن
فماذا فعلوا بالوطن والشعب غير مصالحهم، مصالح الوطن والشعب في وادي وهم في وادي.
في مصر الآن الإخوان يلعبون نفس اللعبة
التي لا تخرج عن الدورة التي حصرهم فيها الإسواني، رجل مع الثورة واخرى مع المجلس
العسكري. يستنكرون قرار المحكمة الدستورية بإلغاء قانون العزل السياسي وحل
البرلمان ويواصلون في الانتخابات، وهو الدور الذي رسمه لهم المجلس العسكري. في
الوقت الذي رفضوا فيه القبول بآراء القوى الثورية التي يدغدغون مشاعرها في كل مرة
ثم يخذلونها في كل مرة أيضاً، والان يطالبونها بأن تهزم أحمد شفيق عبر صندوق
الانتخابات بأن تصوت لصالح مرشحها.
إنها مصلحة الجماعة أولاً ولو أدى ذلك
لضياع مصلحة الوطن، إنهم في كل مكان وزمان إخوان مسلمون لا يتغيرون ولا يتطورون، الجماعة
الإسلامية في ليبيا، إخوان مصر، حركة إسلامية السودان وغيرها، ذات اللون والطعم
والرائحة.
انهم طائفة لاعلاقة لها بالاسلام اتخذوا اسم الاسلام ستارا لممارسة موبقاتهم وان سقط النظام فى السودان سيسمع العالم عن موبقات لاتوجد فى اسرائيل حتى
ردحذف