أمير بابكر عبدالله
سودانايل تمثل بالنسبة لي شيء خاص، لأني
انطلقت منها إلى فضاء الكتابة. فهي التي قدمتني للقراء قلوا أو كثروا، لذلك أكن
لها تقديرا كبيراً. ورغم أنني لم أنشر، أو حقيقة لم أكتب لكي أنشر، مقال منذ فترة
طويلة، لكنني اتابع ما يكتب فيها وما تنشره من أخبار ولو على فترات متقطعة نسبة
لظروف عملي.
المهم .. بعد انتهاء عطلة الأسبوع فتحت صفحتي
المفضلة لأتابع الأخبار وأقرأ ما تيسر من مقالات لكتاب اتابع ما يكتبونه، ولو على
مضض، فإذا عيناي تقعان على خبر رفع الدعم و"زيادة كبيرة في أسعار الوقود
والكهرباء". ما لفت انتباهي وأضحكني، وتظل حقيقة أن النكتة المضحكة هي التي
تحمل بين طياتها المفارقة الأكبر، أن مصدر خبر الزيادة الكبيرة في اسعار الوقود
والكهرباء هي "شينخوا"، وهي وكالة الأنباء الصينية المعروفة.
المفارقة الساطعة هنا هي تلك المسافة التي
قطعها الخبر، والفيافي والبحار التي تردد صداه بين جنباتها، إلى أن وصل سور الصين
العظيم، ثم ارتد لتنشره "سودانايل" في مقدمة أخبارها. ووجه النكتة أنه
حتى أخبارنا أصبحت تأتينا عبر الصين، مثلها مثل كل السلع التي تعبأ بها الحاويات
لتغرق أسواقنا بمنتجاتها.
زير المالية
يعرف القارئ "زير النساء"، وهو ذلك
الشخص المولع بالنساء داخل دائرة الجسد، ولكنه لا يعرف كثيرا عن "زير المالية"،
وهو ذلك الشخص الذي مبلغ علمه عن إدارة الاقتصاد هو النقد وهو مولع به
"بالكاش". من مفارقات الإنقاذ في حربها على المتعاملين بالعملة أنها في
بدايتها تعمدت اغتيال أبناء من هذا الشعب بحجة تعاملهم في النقد الأجنبي، والنقد
هنا المقصود به العملة وليس العلاقة مع الأجنبي. وكان على رأس القائمين على اللجنة
الاقتصادية العميد وقتها صلاح كرار، وهو أكبر المتعاملين مع تجار العملة
"طبعاً بحجة اختراقهم وكده". لكن ما لا يعرفه الكثيرون هو أن محافظاً
سابقاً لبنك السودان المركزي، كان يدير شبكة تجارة "العملة" في أسواق الخرطوم.
وعندما ارتفع الدولار وبلغ سعره أكثر من 7 جنيهات، حاول الأمن الاقتصادي أن يتدخل
ويغوص في بحار ذلك العالم، ليكشف خباياه. نجح في الاختراق ووصل إلى أن بلغ رأس
الهرم ليكتشف أنه محافظ بنك السودان "بذات نفسو"، ليغلق الملف بأمر
رئاسي. وربما كان اللص الذي سطا على تلك الآلاف يعلم ما يدور في الكواليس.
العشرون جنيها
قلنا قبل عام أو يزيد أن أكذوبة وزير المالية
بأن سعر الجنيه السوداني لا يتجاوز الـ7 جنيهات واضحة ولا تحتاج إلى كبير اجتهاد،
وقتها كان الدولار حولي 11 جنيه في السوق الموازي. وحسبناها معه وقتها واحدة
واحدة، بأن سعر الدولار مقابل الجنيه يتجاوز العشرين جينه. وقلنا أن تلك كذبة أخرى
لأن الدولار حقيقة يساوي 20 ألف جنيه مقارنة بسعره عند إنقلاب الحركة الإسلامية
على السلطة في يونيو 1989. وها هو ذات وزير المالية "يحرر" سعر الجنيه
ليعلن دخول البنوك أزقة السوق الموازي، وقريباً سيشاهد الناس سماسرة البنك الفلاني
في شارع الجمهورية وسمارة البنك الفلتكاني على رصيف شارع القصر.
د. أحمد الأبوابي
صديقي وخالي د. أحمد الأبوابي استمعت إلى
رسالتك الأولى عن الأطباء وطبيعة العمل النقابي، وعلمت أنهم اعتقلوك، وليس ذلك
بغريب. فمثل هذا الحديث يقض مضاجعهم وجنوبهم التي لا تتجافى عند ذكر الله، فهم
يتخذون الدين مطية ويمدون لسانهم لله. لكن أود قول حقيقة رغم كل الكلام المؤثر
والمنطقي الذي قلته، إن الوضع لا يحتمل المثاليات، وإن الموقف سياسي وليس نقابي، فالموقف
وإن تدثر ثوب المطالب المهنية فهو في حقيقته موقف سياسي، والطباء وإن وقفوا وقفة
رجل واحد بمختلف مذاهبهم ورؤاهم السياسية خلف مطالب مهنية فتلك هي السياسة بعينها.
الموقف برمته سياسي ويتطلب رؤية سياسية، والكل يطالب برحيل الإنقاذ الآن قبل الغد،
حتى أهلها يطالبون بذلك.
استاذي فتحي الضو
شتت الكورة باستهدافك "البلدوزر"، وما
كتبته فيه تسبب بسعادة غامرة في أوساط "العصبة أولي البأس"، فرغم أنه
حبيبهم لكنهم قوم يحبون الشماتة في بعضهم البعض. فشخص يسعده أن يلقب بالبلدوزر لا
يستحق أن تستقطع له كل ذلك الوقت من زمنك، ولا كل ذلك الجهد. فالبلدوزر التي صنع
لها، عهدناه يهدم وهذه طبيعته، فلا غرابة أن يظل ملتصقاً بزيل الحركة الإسلامية
ومتلفحاً "جناح أم جكو" ليغطي به سوأته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق