في أول حديث عن إصداره الجديد "الطوطم.. صعود وسقوط دولة الإسلامويين في السودان.. قصة ثورة"، خص الكاتب الصحفي الكبير الأستاذ فتحي الضو مدونة "دفاتر أمير" بحوار أو "دردشة" سريعة حول الكتاب.
سبق أن رفد الضو المكتبة السودانية بعدد من
الكتب التي أثارت جدلاً واسعاً حين صدورها، وكشفت الكثير من الخفايا عن سلطة
"الإنقاذ" وأجهزة أمنه ودورها في
الانتهاكات والجرائم التي ارتكبها النظام، ولعل من أهمها
"الخندق" و"بيت العنكبوت"، وهي صدرت قبل سقوط النظام في أبريل
2019. ويجيء كتابه الجديد "الطوطم" بعد مضي نحو ثلاث سنوات منذ انطلاقة
الثورة في ديسمبر 2018، ليحكي قصتها ويقدم فيه ملعومات جديدة لأحداث قديمة.
*حدثنا عن رحلتك
مع الطوطم، منذ أن كانت فكرة وإلى خروجه من المطبعة.
- على عكس كتبي كلها والتي اضع عناوينها بعد الفراغ من تأليفها كان
الطوطم استثناء فقد وضعت عنوانه ومن ثم شرعت في كتابته. كان الاسم قد جذبني أولا
ومن ثم رأيت فيه تماثلا بينه وبين سلوك ومنهج الاسلامويين وتناقضاتهم. وبلا شك
اصبح الاسم جذابا لكثيرين بما فيهم انا . فقد تطابق مع سلوك العصبة ذوي البأس وقع
الحافر على الحافر وأظن هذا ما سيلمسه القارىء بسهولة. فسلوك هذه الجماعة بات لا
يحتاج لبذل جهد يذكر.
والطوطم لم يكن فكرة عابرة لأن أحداثه عاشها الشعب السوداني على
مدى أكثر من ثلاثين عام غبراء.
الجديد في الأمر أنني أقدم معلومات جديدة
لأحداث قديمة أو ظنها البعض كذلك وهو ما سيكون مصدر دهشة لهم.
ما دفعني للخوض في هذه الأحداث اهتمامي
بالتوثيق لأننا تأذينا مما أسميه (الذاكرة الغربالية) وهي التي تقف وراء تكرار
تجاربنا حتى كادت أن تصبح فشلا مستداما.
لا ولن أمن على القارىء، ولكن هذا الكتاب
أورثني من أمري عسرا لأن ضخامة مادته تحتم اللجوء للمراكز البحثية وليس الأفراد.
* من ضمن محطات تلك الرحلة الخرطوم التي
جئتها زائرا قبل انقلاب البرهان، وصادف وجودك الانقلاب هل من صعوبات او مخاطر
واجهتها في تلك الاثناء؟
- بمقايسي الشخصية أقول إن زيارتي كانت تاريخية لعدة أسباب منها:
أولاً أتاحت لي الفرصة لمعايشة واقعية قبل وبعد
الانقلاب كما تفضلت . ودون ما تحيز تفاعلي مع الحدثين على المستوى الخاص وضح الفرق
تماماً بين الأضداد، أي بين الحرية والظلامية وبين الديمقراطية والديكتاتورية وبين
الثورة والاستبداد.
ولعل أعظم ما جنيته في الحالين الحوارات التي
تواصلت مع جيل الشباب الذي منحني ثقة كبيرة في أنه مهما ادلهمت الخطوب على هذا
الوطن فلا خوف عليه من المتربصين.
أما المخاطر مهما عظمت فإن المناخ الذي يتسابق
فيه الشباب للاستشهاد يجعل منها نسياً منسيا. ذلك كان ديدني في التعامل مع المخاطر
التي كانت تقلق أصدقائي اأكثر مني. ومن هذا المنبر ازجي لهم عاطر التحية والشكر
والتقدير وهم ذخر هذا الوطن.
*ما هي المحاور الرئيسية التي يتناولها الكتاب.
- المحاور الأساسية متداخلة كما هو حال الأزمة السودانية، لكن مع ذلك
سلطت الضوء على بعض صانعي الأحداث هذا ما يغفله كثير من المراقبين الذين يغرقون في
الهوامش.
الكتاب وقف بشواهد في أن انقلاب البرهان هو الانقلاب
الثاني للحركة الإسلاموية. أما الجزء الثاني من الكتاب فهو يتناول صنيعة
الديكتاتورية الأولى على مدى ثلاثة عقود وتوثيق أحداثها مثل هبة سبتمبر وثورة
ديسمبر بتفاصيلها التي كادت أن تُنسى.
*اختيارك للأسماء، الخندق، بيت العنكبوت، الطوطم، له دلالاته ما هي
دلالات اختيارك للعنوان الأخير؟
- امتداداً للإجابة في السؤال الأول هو ظاهرة الاسماء أقول إن عنوان
المقال أو الكتاب يعني عندي نصف المادة ولذلك اجتهد كثيراً في المقاربة بين
العنوان والواقع.
وفي الكتاب الأخير لعله بات معروفا من عدة
معاني إن الطوطم يعني صنماً يصنعه بعض الناس في قديم الزمان ويعكفوا على عبادته أو
الاعتقاد فيه، وهكذا حال الإسلامويين مع الدين الإسلامي الذي اتخذوه صنما لمداراة
سوءاتهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق