قالت جريدة "السوداني" في خبر منشور على موقعها الإلكتروني بتاريخ 20 ديسمبر 2022، الساعة 6:50 م، وتحت عنوان "بدعوة من الرئيس بايدن.. السودان يشارك في منتدى الأعمال الأمريكي الأفريقي بواشنطن"، قالت إن السودان شارك في منتدى الأعمال الأفريقي بواشنطن المنعقد بالعاصمة الأمريكية واشنطن.
وجاء في خبر "السوداني" أن رئيس مجموعة "سي تي سي" أحمد أمين عبد اللطيف، والذي شارك بدعوة من الرئيس الأمريكي، ووزير التجارة الأمريكي، أكد ان القطاع الخاص المستقل ..... إلخ.
الخبر المضلل يكشفه العنوان الذي ذهب إلى مشاركة السودان في ذلك المنتدى الذي انطلق في 13 ديسمبر وانتهت أعماله في 15 ديسمبر الجاري، وليس منعقد وقت نشر الخبر. ثم يكشفه أن الرئيس بايدن خاطب نحو 50 من قادة الدول الأفريقية الذين حضروا المنتدى، وليس من بينهم قادة سودانيين ضمن 4 دول أخرى لم تشملهم الدعوة لأسباب تتعلق بأوضاعهم في الاتحاد الأفريقي إلى جانب دولة أريتريا التي ليست لها علاقات مع واشنطن.
حضور رئيس مجموعة "سي تي سي" شيء إيجابي ولكن دون ذكر ملابسات عدم دعوة السودان رسميا وحضوره في شخص رئيس تنفيذي لشركة قطاع خاص سودانية في ظل وجود رؤساء ووزراء معنيين بالقضايا التي ناقشها المنتدى تجعل من خبر "السوداني"، الذي لم يتجاوز 114 كلمة، ليس مضللاً فقط ولكن يخفي ما خسره السودان من عدم مشاركته في مثل هكذا منتدى بسبب تعليق عضويته في الاتحاد الأفريقي بعد انقلاب البرهان على الحومة الانتقالية في 25 أكتوبر 2021.
ماذا خسر السودان بسبب عدم دعوته؟
بحسب أهداف المنتدى فإنه يوفر الفرصة لتعزيز العلاقات التجارية والاستثمار بين الولايات المتحدة وأفريقيا. كما يهدف إلى إعلاء صوت أفريقيا والاعتراف بها كلاعب في الفضاء الجيوسياسي العالمي، خاصة أن فترة الرئيس السابق دونالد ترامب شهدت انحساراً في العلاقات الأمريكية الأفريقية مما أدى بالصين وروسيا إلى ملء الفراغ في القارة السمراء، وكانت القمة الأمريكية الأفريقية الأولى انعقدت إبان عهد الرئيس باراك أوباما في 2014.
وإلى جانب الشراكات الاقتصادية فإن القمة تعزز قضايا السلام والالتزام بالديمقراطية وحقوق الإنسان والمجتمع المدني والأمن الغذائي والتعليم إضافة للتعامل مع أزمة المناخ وقضايا أخرى.
فقد السودان وجوده وسط مسؤولين كبار في الحكومة الأمريكية ومسؤولين في نحو 50 دولة من مختلف القطاعات الحكومية إضافة إلى الوكالات الحكومية وصناديق الاستثمار والمنظمات الدولية والإقليمية.
وفي ظل الغياب الرسمي للسودان من المنتدى بسبب انقلاب 25 أكتوبر، أعلن الرئيس الأمريكي عن تخصيص مليارات الدولارات لدعم أفريقيا والاستثمارات فيها في القمة التي جمعته مع رؤساء دول القارة. وقال مستشار الأمن القومي جيك سوليفان قبل القمة، إن الولايات المتحدة، تحقيقا لهذه الغاية، ستلتزم بمبلغ 55 مليار دولار لإفريقيا على مدى السنوات الثلاث المقبلة.
هذا بخلاف 15 مليار دولار أمريكي قيمة الصفقات التي أبرمت في منتدى الأعمال الأمريكي الأفريقي. ترى ما نصيب السودان منها بمشاركة الرئيس التنفيذي لمجموعة "سي تي سي"؟ وهو ما لم يفصح عنه الخبر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق