الفصل الأول -4- الشيطان في العهد القديم
"يصعب على الباحث أن يجد لدى اليهود إلها خاصاً بالشر، لكن المطالع لمرحلة التيه، يمكنه أن يجد إشارات غامضة، تتضح بالتدريج مع فقدانهم أمان الاستقرار السالف في مصر، وبعد ما حدث بينهم في سيناء من صراع دموي، فظهرت فكرة إله مساو لإلههم (يهوه) في القدرة، هو السبب المباشر فيما وقع بهم من مصاب أسموه (عزازيل)، وتحاشيا لشر (عزازيل) قاموا يقدمون له القرابين" سيد القمني – الأسطورة والتراث.
وهكذا، لا يوجد ذكر كثير للشيطان في كتاب العهد القديم لأن التركيز الأكبر كان دوماً موجهاً نحو الإله الواحد رب الجنود وقوته العظيمة على الأرض. وفي مطلع سفر التكوين أول كتب العهد القديم يظهر الشيطان متخفيا بهيئة حيَّة في فردوس عدن، فيصف الكتاب الحيَّة بـ (أحيل جميع حيوانات البرية ) ( تكوين 3 :1 ) وبأنها خدّاعة ( تكوين 3 :13 )، انفردت تلك الحية بحواء وبأسلوب ماكر دفعتها لتناول ثمر الشجرة التي نهاهم الرب عن أكلها واستعمل الشيطان في إغواء حواء الخطيئة ذاتها التي كانت سببا في سقوطه وهي الكبرياء، حيث قال لها بأنها إن أكلت تلك الثمرة هي وآدم فسيصيران كالله عارفين الخير والشر ( تكوين 1 :5 )، وبعد أن سقطت حواء ورجلها بالتجربة عاقبهم الله بأن طردهم من فردوسه إلى أرض الشقاء كما عاقب الحيَّة أيضا فلعنها من بين جميع مخلوقاته وأعطى الرب وعده للبشر ووعيده للحيَّة (وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ) ( تكوين 3 :15 )، ثم يظهر الشيطان مجددا في سفر أيوب بهيئة المشتكي على المؤمنين في محضر الرب، حيث يتحدى الله بأنه إن أوقف نعمه عن أيوب فإن الأخير سوف يجدف عليه سريعا (أيوب 1 :6 – 12 ) فيسمح الله لإبليس بأن يجرب أيوب إلى حين ولكنه بشرط أن لا يميته .
وفي سفر إشعياء نجد صورة رمزية للشيطان والذي دعي بزهرة بنت الصبح قاهر الأمم الذي اعتقد أنه يستطيع أن يسمو بمجده إلى مجد الله فيصير مثل العلي، وهذا كان سبب سقوطه إلى أسافل الأرض (إشعياء 14)، ومرة أخرى في سفر حزقيال الإصحاح 28 يعود الكتاب يخبرنا عن قصة سقوط إبليس بصورة رمزية أيضا يكون فيها ملك صور فيتكلم الرب إلى نبيه حزقيال بشيء من الأسف ليرفع مرثاة على الملك الذي كان خاتم الكمال بين أعيانه وملآن بالحكمة والجمال وكان يقيم في جنة عدن وحظي بنعمة الله بأنه كان من الملائكة المقربين حتى وُجِدَ فيه إثم، فطرحه الرب إلى الأرض ليعاقبه على نجاسته ويتوعده بأنه سيخرج نارا من وسطه لتأكله .
الشيطان في العهد الجديد
"ويل لساكنى الأرض والبحر لأن إبليس ينزل إليكم وبه غضب عظيم عالماً أن له زماناً قليلا" (رؤيا يوحنا 12:12) .
يقدم لنا العهد الجديد سيرة حياة المسيح على الأرض كحرب موجهة ضد شرور العالم كثرت فيها مواجهات يسوع المباشرة مع الأرواح النجسة ومع سيدها الشيطان نفسه، فقبل أن يباشر المسيح بالتبشير بين الناس ذهب إلى البرية ليصوم أربعين يوما وأربعين ليلة وبعدها جاءه الشيطان ليجربه فهزمه يسوع هناك في عقر داره فالبرية كانت بالنسبة للشعوب القديمة أرض نجسة تسرح وتمرح فيها أرواح الشر.
وبعد ذلك يروي لنا إنجيل مرقس فاتحة معجزات يسوع في كفر ناحوم حيث أخرج روح نجس من رجل ممسوس وهناك صرخ ذلك الروح (آهِ! مَا لَنَا وَلَكَ يَا يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ؟ أَتَيْتَ لِتُهْلِكَنَا! أَنَا أَعْرِفُكَ مَنْ أَنْتَ قُدُّوسُ اللَّهِ) (مرقس 1 :24 )، وعلى هذا المنوال تتوالى في الأناجيل الأربعة قصص مشابهة لإخراج تلك الشياطين من الناس، وفي كل مرة كانت تفزع مرتعبة من سلطان المسيح وتعلن للجميع بأنه ابن الله العلي، وفي وقت لاحق يرسل يسوع تلاميذه ويمنحهم السلطان لشفاء المرضى ولإخراج الشياطين (متى 10 :8). ومن ناحية أخرى لا يشرح الكتاب بوضوح عن سبب وكيفية دخول الأرواح النجسة في البشر، إلا أنه يبين أن دخول الشياطين كان يسبب أمراضا خطيرة للناس جسدية وعقلية كالبكم (متى 9 :32) والصرع (مرقس 9 :17-27) والعمى (متى 12 :22) وحتى الجنون (متى 8:28) وفي سفر أعمال الرسل نقرأ قصة إخراج بولس الرسول لروح نجس من فتاة خادمة وكان ذلك الروح قد وهبها القدرة على العرافة وكان أسيادها يجنون المال بسببها (أعمال 16 :16-18).
ومن أبرز قصص إخراج المسيح للشياطين هي تلك المذكورة في (مرقس 5 :1-20 ولوقا 8 :26-39) حيث التقى يسوع برجل ممسوس كان يعيش في القبور ويصرخ ويضرب نفسه بالحجارة باستمرار وقد حاول الناس ربطه بسلاسل إلا أنه كان يقطعها في كل حين وعندما سأله المسيح ما اسمك أجاب لجئون أي جيش من الشياطين فكلمة لجئون باللغة اللاتينية كانت تستخدم للدلالة على فرقة من الجيش الروماني تشمل 6000 جندي، ورغم عددهم الكبير إلا أن هؤلاء الشياطين ارتعبوا من لقاء المسيح وترجوه كثيرا أن لا يرسلهم للهاوية بل إلى قطيع من الخنازير كان يرعى في الجوار فأذن لهم يسوع بذلك وكانت غاية الإنجيل من ذكر ذلك تبيان أن الشياطين أنفسها تأتمر بأمر المسيح وتخضع لمشيئته، والقصة الأخرى ذات الأهمية المماثلة هي الواردة في (متى 17 :15-21 ومرقس 9 :17-29) حيث يرتمي رجل أمام المسيح ويرجوه بأن يشفي ابنه من الروح النجس الذي يعذبه ويسبب له الصرع ويلقيه تارة في النار وتارة في الماء وكان الرجل قد قدم ابنه أولا لبعض تلاميذ يسوع ولكنهم لم يستطيعوا أن يفعلوا له شيئا ولكن بعد أن انتهره يسوع شفي الغلام فتساءل التلاميذ لماذا لم يقدروا هم على إخراج الشيطان فأجابهم يسوع (وَأَمَّا هَذَا الْجِنْسُ فَلاَ يَخْرُجُ إِلاَّ بِالصَّلاَةِ وَالصَّوْمِ) (متى 17:21).
وفي كتاب رؤيا يوحنا صور رمزية عديدة عن الشيطان وحربه ضد الكنيسة حيث ينبئ الكتاب بهزيمة إبليس وجميع أعوانه في نهاية الأزمنة (رؤيا 20: 1–3–7-10) .
الشيطان في الإسلام
كما جاءت الإشارة سابقاً، يذكر موقع ويكيبيديا على الشبكة العنكبوتية أنه يعتقد أن أصل كلمة إبليس في اللغة العربية هو من الفعل بَلَسَ (بمعنى طُرِدَ)، عندها يكون معنى إبليس هو "المطرود من رحمة الله". وكما أشرنا فإن الله تعالى خلق إبليس من نار وهو من قبيلة الجن خلافاً للملائكة الذين خلقهم الله من نور، ورغم أمر الله للملائكة بالسجود لآدم وشمل ذلك الأمر إبليس أيضاً مما يوحي بأنه من حاضراً ضمن الملائكة. لكن إبليس يعلل رفضه السجود لآدم بأنه مخلوق من طين بينما هو مخلوق من نار، وفي سورة الكهف يقول الله تعالى في الآية (50) "وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ ۚ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا"، وهذا تأكيد بأن إبليس من الجن ويذهب البعض إلى تعزيز رؤيتهم بأن إبليس كان من الجن المؤمنين العابدين لله في الأرض فكرمه الله سبحانه وتعالى برفعه للملأ الأعلى مع الملائكة.
تناول القرآن الكريم سيرة الشيطان في كثير من آياته محذراً الإنسان بأنه عدوه الأول المبين الذي يقوده إلى طريق النار، وإنه وقبيله يرونه ولكنه لا يراهم. ويمضي القرآن إلى تذكير الإنسان بأنه هو من أخرج أبويه من الجنة، وورد ذكر الشيطان والشياطين عشرات المرات في الآيات القرآنية منها ما يكشف معصية إبليس لأمر ربه بالسجود لآدم، ومنها ما يحذر من اتباع خطواته لأنها تقود إلى المعصية والزلل والفحشاء والمنكر :
سورة البقرة :(وَإِذْ قُلْنَا لِلمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الكَافِرِينَ).
سورة الأعراف: (وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ) .
سورة الحجر: (فسَجَدَ المَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ * إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى أَن يَّكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ).
سورة الإسراء: (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا).
سورة الكهف: (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدٌّو بِئْسَ لِلظَّالمِينَ بَدَلا).
سورة طه: (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلا إِبْلِيسَ أَبَى).
سورة مريم: (يَاأَبَتِ لا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيَّاً * يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَّمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيَّاً) .
سورة البقرة: (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ).
سورة آل عمران: (إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ).
في سورة سبأ: (وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلا فَرِيقًا مِّنَ المُؤْمِنِينَ).
سورة الشعراء: (مِنْ دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ أَوْ يَنْتَصِرُونَ * فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالغَاوُونَ *وَجُنُودُ إِبْلِيْسَ أَجمَعُون).
سورة الأعراف: (فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ).
سورة البقرة :(يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلالاً طَيِّبًا وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ).
سورة الأنعام: (وَمِنَ الأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ).
سورة النور: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالفَحْشَاءِ وَالمنْكَرِ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهِ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّه يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلَيمٌ).
تتفق جميع الأديان على وجود إله هو خالق كل شيء، وفيما تعددت الآلهة في الديانات القديمة كل حسب وظيفته إلا أنها اتفقت حول خلق الإنسان مثلما اتفقت الديانات السماوية على التوحيد وأن الله الواحد الأحد هو خالق كل شيء. وتبدأ معرفتنا بالله بعد خلق الإنسان ومعصية إبليس (الشيطان) (الحية) له، حيث تبدأ سيرة ومسيرة الإنسان منذ اللحظة التي أضمر فيها إبليس الا يخرج وحده من رحمة الله بأن يزل آدم ليخرجه من الجنة هو وزوجه.
يدخل إبليس إلى آدم عبر بوابة المرأة ليغويه في الكتاب المقدس وفي نصوص مثيولوجيا الأديان القديمة كما جاءت أكثر وضوحاً في "صندوق بنادورا"، أما في القرآن فالغواية تقع على الاثنين معاً دون تمييز "فأزلهما الشيطان عنها". والغواية هي مفتاح بوابة الدخول إلى عالم السحر، وكأنما إبليس كان عالماً بحقيقة تداعيات أكلهما (آدم وحواء) من الشجرة المحرمة وهو أن يكتشفا أنهما عاريان وتسري في جسدهما غريزة الشهوة ويخجلان من ذلك "وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ "، وبذلك لا يستحقان البقاء في الجنة ليس كما أراد الشيطان وخطط ولكن كمشيئة ربانية إلهية وهو القائل "إني جاعل في الأرض خليفة". وما بين الغواية والسحر وإعمار الأرض بالتناسل (الجنس) تبدأ سيرة الإنسان في الأرض.
مراجع الفصل الأول:
1. القرآن الكريم.
2. الكتاب المقدس (العهد القديم والعهد الجديد).
3. عبد المنعم عجب الفيا – قصة الخلق في معتقدات الشعوب القديمة – موقع سودانيز أون لاين
4. فراس السواح - دراسات في علم الأديان المقارن: قصة خلق الإنسان بين التوراة و القرآن
5. كمال الصليبي – خفايا التوراة وأسرار شعب إسرائيل –دار الساقي الطبعة السادسة 2006.
6. موسوعة ويكيبيديا العربية
7. سنان نافل - الشيطان - في الأديان القديمة والحديثة - دراسة مقارنة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق