الفصل الرابع -3- الجنس وسيلة .. غاية
انتشرت ظاهرة عبادة الأعضاء الجنسية في العصور القديمة باعتبارها واهبة الحياة، مما جعلها مقدسة وتمارس من أجلها طقوس العادة خاصة في مناطق الهند وجنوب شرق آسيا، وهو ما تكشفه الآثار والملاحم والنصوص الهندية التي تعتبر ممارسة الجنس خارج نطاق الزوجية مشروعاً خاصة بالنسبة للرجال.
وفي بلاد ما بين النهرين حيث حضارات سومر وبابل وآشور، كانت على رأس الطقوس الدينية طقوس الجنس المقدس، التي تقام في رأس السنة "عيد أكيتو" احتفاءً بربة الطبيعة والخصب والدورة الزراعية "عشتار". وتنطلق الاحتفالات ابتهاجاً بعودة السيد من العالم السفلي الإله "تموز" للحياة بفعل طاقة الإلهة "عشتار" والتي توصف أيضاً بالعذراء العاشقة الشهوانية واهبة الحياة. تتخلل تلك الاحتفالات ممارسات الجنس كطقوس دينية ترمز للتطهر من كل الآثام. وضمن ذلك الاحتفال تكون هناك فتاة عذراء جالسة على كرسي مرتفع فاتحة ساقيها حتى يظهر عضوها الجنسي ليركع أمامها الرجال ليقبلوا ذلك العضو بكل خشوع.
هذا يؤكده ما ذهب إليه خالد ناجي الكريماوي في كتابته حول "عيد أكيتو " الذي يتناول فيه تفاصيل ذلك العيد على مدار اثني عشرة يوماً "ففي قيامة أدونيس (تموز) وفي مختلف مناطق الشرق كان على النساء ممارسة البغاء، كطقس خصوبة جماعي، ومن كانت تقبل من البابليات على سبيل المثال بحلق شعرها كانت تعفى من ممارسة البغاء الإلزامي، أي أنها كانت تقدم شعرها نيابة عن جسدها. أما الآشوريات فقد كان عليهن أن يذهبن إلى معبد عشتار ولو لمرة واحدة في حياتهن كي يضاجعن غريباً".
وفي التاريخ اليوناني القديم، حيث انتقلت كثير من الممارسات والطقوس الدينية إليها من الشرق، ومن بينها الطقوس الجنسية، "يورد أبو التاريخ هيرودوت، المؤرخ اليوناني الشهير، في أحد المقاطع: (وبين هؤلاء القوم (البابليين) عادة مخجلة خلاصتها أن من واجب كل امرأة في هذا البلد أن تذهب مرة في حياتها إلى معبد عشتاروت فتسلم نفسها هناك إلى رجل غريب وعليها الذهاب مع أول رجل غريب يلقي إليها بقطعة الفضة، وعندما تضطجع معه تكون قد أدت واجبها نحو السيدة (عشتروت) فتعود إلى بيتها بحيث يغدو من المستحيل إغراؤها بالمال أو بغيره" - المومس في ميثولوجيات المنطقة – روزا ياسين.
ويعتبر الباحث ناجي المعموري أن الاساطير العراقية القديمة مازالت تثير اهتمام الدارسين والمتابعين للأدب القديم وتاريخ الحضارات في الشرق المتوسطي، وخصوصاً الاساطير السومرية، لأنها تمثل عتبة مهمة تضيء المستوى الروحي والثقافي الذي أبدع في جنوب العراق، وظل مستمراً ومتمركزاً في تاريخ الحضارة العراقية الطويل، وصاعداً نحو الديانات المجاورة.
ويمضي المعموري إلى جوهر حديثنا "ولعب الجنس كنظام دلالي، دوره الحيوي في هذه العقائد والشعائر، لأن البنية الذهنية الاسطورية، لم تتعامل معه باعتباره استهلاكاً للرغبة والنشاط، بل كونه فاعلاً في تطوير الحياة والحفاظ عليها، وتحقيق التوازن في الطبيعة والكون، وحركة الأوقات وانتظام الفصول، وأضفى الفكر العراقي القديم صفة القداسة على طقوس الجنس التي صارت فعلاً إلهياً، يحتفل به، وانتجت المرحلة السومرية كثيراً من الاساطير والقصائد والاناشيد في هذا المجال الحيوي، بحيث صارت هذه النصوص رأسمالاً ثقافياً، ساهم بقوة في الاستدلال على طبيعة الحياة وعقائدها:
لكن إنكي بعد ان تذوقت اوتّو ثماره
عانقها وشدها الى صدره
تلّمس فخذيها وربّت عليها
قبّلها وضغط عليها بجسده
سكب في حضنها منيّه
في حضنها تلقت المنيّ، منيّ انكي
صاحت المرأة الجميلة عند ذلك
آه فخذاي، آه جسدي، آه قلبي" -- الجنس في الأسطورة السومرية – ناجي المعموري
ومن أبرز الديانات القديمة الممتدة آثارها إلى يومنا هذا هي "الشيطانية" وهي فكرة قديمة بدأت ما قبل الميلاد، وجاء ذكرها في القرآن الكريم في سورة مريم "يَا أَبَتِ لا تَعْبُدْ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيّاً " (44). تقول هذه الديانة بأن الشيطان مساو لله في القدرة والسلطان، ويؤمن ما يطلق عليهم الـ"بوليصيين" بأن الشيطان هو خالق الكون وطالما إنهم يعيشون في هذا الكون عليهم عبادة خالقه وهو إبليس.
وبحسب أحمد القاسم فإن هذه العبادة اختفت لزمن طويل "لكنها بدأت تعود في العصر الحديث بقوة حتى وجدت منظمات شيطانية لعبدة الشيطان كمنظمة (ONA ) في بريطانيا، و (OSV) في أيرلندا، و(معبد ست) في أمريكا، و(كنيسة الشيطان) وهي أكبر وأخطر هذه المنظمات جميعاً وقد أسسها الكاهن اليهودي الساحر (أنطون لافي) سنة 1966، ويقدر عدد المنتمين إليها 50 ألف عضو، ولها فروع في أمريكا وأوروبا وأفريقيا. وللجماعة كتابهم الديني وهو (كتاب الشيطان) من تأليف الأمريكي اليهودي المدعو ليفي. وتمارس الجماعة إثر كل جلسة الجنس الجماعي، فعندما يحمى الوجد يتعاطون المخدرات، ويتعرون، ويستبيحون الأعراض، ويمارسون الجنس المشاعي واللواط.
وللجماعة وصاياها المناقضة للوصايا العشر في التوراة، ولوصايا القرآن وهي: أطلق العنان لأهوائك وانغمس في اللذة، واتبع الشيطان فهو لن يأمرك إلا بما يؤكد ذاتك ويجعل وجودك وجوداً حيوياً". مفهوم الجنس المقدس والأديان - أحمد محمود القاسم.
المثلية .. جنس خارج المألوف
تمثل المثلية ضرباً آخر من ممارسة الجنس وهي تتم بين نفس النوع "ذكر/ذكر أو أنثى/ أنثى" وهي في عمومها مرتبطة بالذكور، والمثلية ممارسة تتنافى مع الطبيعة البشرية وتتنكر لما جبل عليه الإنسان منذ خلقه. فالله سبحانه وتعالى خلق النفس وزوجها، خلق آدم وزوجه وربط بين خلافة الأرض والتناسل، والتناسل لا يتم إلا بالممارسة الطبيعية للجنس وذلك راجع إلى البنية البيوليوجية لكل من الذكر والأنثى ولدور كل منهما في المهمة الربانية الموكلة إليهما. ويفتتح القرآن الكريم سورة النساء بآية "يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا" (1).
وفي سورة الحجرات "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ" (13).
وكان القرآن مثله والديانات السماوية الأخرى صريحا وواضحاً في رفضه للمثلية الجنسية واللواط، بل حتى في ممارسة الجنس غير الطبيعي بين الرجل وزوجته، اي أن يأتيها من دبرها باعتبار هذا الفعل لا يتماشى مع الطبيعة البشرية وليس له غاية أو منتوج يمكن ان يسهم في غايات الخلق، مثلما جاء في الآية (222) من سورة البقرة: "وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ ۖ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطْهُرْنَ ۖ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ". ووردت الكثير من الآيات في القرآن التي تحذر من ممارسة المثلية الجنسية أو "الشذوذ الجنسي" أو ما يعرف باللواط انتساباً لآل لوط عليه السلام.
قصة قوم لوط وردت في اكثر من موضع في القرآن الكريم، وكانت من الوضوح بحيث أنها تناولت تلك القضية البالغة الحساسية التي تكشف عن ممارسة غير طبيعية للجنس بين الذكران. وهو فعل يحرمه القانون الطبيعي للبشرية قبل أن تحكمه قواعد المحرمات الدينية، إذ أنه يجافي النواميس ويتجاهل الغايات من توظيف الشهوة والرغبة الجنسية لكي تكون منتجة ودافعة للتطور البشري وبالتالي تسهم في تحقيق الرسالة الربانية باعمار الأرض وهو الغاية من خلق الإنسان بنوعيه الذكر والأنثى.
وورد في القرآن الكريم في سورة الأعراف "وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ (80) إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (81)" حيث كان واضحاً أن قوم لوط يأتون الرجال شهوة، والشهوة هنا هي عدم القدرة على التحكم في غريزة الجنس، وهي ما أطلق عليه لوط عليه السلام اسم الفاحشة، ذلك الاسم المتعارف عليه في ممارسة الجنس خارج الأطر الشرعية حتى بين الذكر والأنثى. فإتيان الفاحشة ليس مقتصراً على الرجال والنساء فقط بل يشمل هذه الممارسة غير الطبيعية بين الذكران فيما بينهم، فإن كانت ممارسة الجنس بين الرجل والنساء في غير أطرها الشرعية توصف بالفاحشة فمن الأولى أن يكون وصفها بين الذكران أكثر قسوة، فلوط عليه السلام مدرك للطبيعة البشرية لذلك لم يتوان في تقديم بناته كقرابين يفدي بها ضيوفه من الملائكة، حتى وإن بدا ذلك منافياً للأخلاق لكنه غير منافِ للطبيعة البشرية عندما قال لقومه في سورة هود "وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ (78) قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ" (79).
وجاء في سورة الشعراء "أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ (165) وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ (166) قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ (167)". وكذلك في سورة العنكبوت "وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ (28) أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ" (29).
ويعتبر الكتاب المقدس في شقيه العهد القديم والعهد الجديد المثلية الجنسية ممارسة محرمة وخطيئة لا تستقيم وفطرة الانسان الطبيعي. ووردت في هذا الشأن الكثير من الآيات في الكتاب المقدس شملت الكثير من الأسفار والاناجيل. وشدد الكتاب المقدس على حرمة هذه الممارسة بشكل واضح، إذ جاء ذكرها في كثير من المواضع والآيات. ففي العهد القديم هناك إدانة لممارسي المثلية الجنسية وقد حدد في سفر اللاويين عقوبة الرجم للمثليين جنسيًا وكذلك من يضاجع الحيوانات،: "وَإِذَا اضْطَجَعَ رَجُلٌ مَعَ ذَكَرٍ اضْطِجَاعَ امْرَأَةٍ، فَقَدْ فَعَلاَ كِلاَهُمَا رِجْسًا. إِنَّهُمَا يُقْتَلاَنِ. دَمُهُمَا عَلَيْهِمَا".
وفي العهد الجديد يدين بولس في الرسالة إلى أهل رومية المثلية الجنسية: "وَكَذلِكَ الذُّكُورُ أَيْضًا تَارِكِينَ اسْتِعْمَالَ الأُنْثَى الطَّبِيعِيَّ، اشْتَعَلُوا بِشَهْوَتِهِمْ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ، فَاعِلِينَ الْفَحْشَاءَ ذُكُورًا بِذُكُورٍ، وَنَائِلِينَ فِي أَنْفُسِهِمْ جَزَاءَ ضَلاَلِهِمِ الْمُحِقَّ. وَكَمَا لَمْ يَسْتَحْسِنُوا أَنْ يُبْقُوا اللهَ فِي مَعْرِفَتِهِمْ، أَسْلَمَهُمُ اللهُ إِلَى ذِهْنٍ مَرْفُوضٍ لِيَفْعَلُوا مَا لاَ يَلِيقُ. مَمْلُوئِينَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ وَزِنًا وَشَرّ وَطَمَعٍ وَخُبْثٍ، مَشْحُونِينَ حَسَدًا وَقَتْلاً وَخِصَامًا وَمَكْرًا وَسُوءًا، نَمَّامِينَ مُفْتَرِينَ، مُبْغِضِينَ ِللهِ، ثَالِبِينَ مُتَعَظِّمِينَ مُدَّعِينَ، مُبْتَدِعِينَ شُرُورًا، غَيْرَ طَائِعِينَ لِلْوَالِدَيْنِ بِلاَ فَهْمٍ وَلاَ عَهْدٍ وَلاَ حُنُوٍّ وَلاَ رِضىً وَلاَ رَحْمَة مَمْلُوئِينَ وٍالَّذِينَ إِذْ عَرَفُوا حُكْمَ اللهِ أَنَّ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ مِثْلَ هذِهِ يَسْتَوْجِبُونَ الْمَوْتَ، لاَ يَفْعَلُونَهَا فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا يُسَرُّونَ بِالَّذِينَ يَعْمَلُونَ». وفي الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس ذُكر أن الذين يمارسون المثلية الجنسية لا يرثون ولا يدخلون ملكوت الله وهو الجنة حسب المعتقد المسيحي: «أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الظَّالِمِينَ لاَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ؟ لاَ تَضِلُّوا: لاَ زُنَاةٌ وَلاَ عَبَدَةُ أَوْثَانٍ وَلاَ فَاسِقُونَ وَلاَ مَأْبُونُونَ وَلاَ مُضَاجِعُو ذُكُورٍ، وَلاَ سَارِقُونَ وَلاَ طَمَّاعُونَ وَلاَ سِكِّيرُونَ وَلاَ شَتَّامُونَ وَلاَ خَاطِفُونَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ".
مراجع الفصل الرابع:
1. القرآن الكريم.
2. الكتاب المقدس.
3. تفسير ابن كثير.
4. عرائس المجالس – أبو اسحق الثعلبي.
5. الجنس في الأسطورة السومرية – ناجي المعموري.
6. مفهوم الجنس المقدس والأديان - أحمد محمود القاسم.
7. المومس في ميثولوجيات المنطقة – روزا ياسين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق