الفصل الخامس -3- الجنس والنظام الاجتماعي
في كثير من الديانات الوضعية والحضارات القديمة التي مثلت حاضنة لتلك الأديان ساد مفهوم الجنس المقدس، وارتبط ارتباطاً وثيقاً بالممارسات الاجتماعية والدينية على وجه الخصوص. ونقلت إلينا كتب التاريخ والنصوص الأدبية القديمة ملمحاً ثرياً في هذا الجانب، باعتباره طقساً من طقوس الممارسة الدينية وتعويذة مهمة لاستمرار الحياة والخصب دون أن ينظر إليها داخل سياج الخطيئة الذي ضربته الأديان السماوية فيما بعد حول ممارسة الجنس ووضعت لها أطرها وقوانينها وقواعدها الشرعية.
كانت للذة والشهوة الجنسية آلهتها عند مجتمعات تلك الحضارات، لتتجاوز بذلك الدنيوي إلى المقدس وطبيعة الغريزة البشرية الشهوانية إلى عبادة لها أماكنها المقدسة وأوقاتها. وانطلق مفهوم الجنس المقدس كطقس ديني وعبادة للآلهة من بلاد الرافدين حيث حضارات بابل وآشور وسومر، حيث نشأ وانتشر هناك في البدء حسب كثير من الآراء، واختلط فيه الديني كوظيفة مقدسة تؤديها البغايا في المعابد بالاجتماعي حيث المرأة تمثل الأم في وظيفتها الاجتماعية. وانتقلت تلك العبادة مع الفتوحات والحروب من مناطق الرافدين إلى مناطق أخرى إلى أن عبرت البحر غرباً إلى اليونان وروما. وأسماء أثينا وأفروديت وفينوس الأنثوية هي إعادة لتسمية آلهة اللذة في الحضارة البابلية.
واعتبرت الباحثة السورية روزا ياسين أن أول عبادة في تاريخ الديانات الشرقية هي عبادة الأنثى "عبادة الأنثى كانت أول عبادة في تاريخ الديانات الشرقية، ويمكننا فهم المسألة من خلال التشابه الذي لمسته الحضارات القديمة بين المرأة والطبيعة/ الأم المسيطرة، حيث تتشاركان في الخصب بالدرجة الأولى ومن ثم في تشابه وظائف المرأة البيولوجية مع وظائف الطبيعة، حيث تبدو عبادة القمر وعبادة الزهرة متشابهتين باعتبارهما معبّرتين عن الأنثى وخصائصها. عبادة الزهرة، على سبيل المثال، كانت قائمة باعتبارها ربة اللذة والحب الشهواني، وربما الخصب في بعض الأحيان، وقد نشأت منذ الملحمة السومرية في بلاد الرافدين حين كانت الربة إينانا تتربع على عرش الألهة. واسم إينانا يعني سيدة السماء، حيث (إن) باللغة السومرية تعني السيدة و(آن) تعني السماء. ثم أعاد البابليون صياغة تلك العبادة بربة موازية هي عشتار، ربة العشق وملكة اللذة التي تحب المتعة والفرح، حيث ارتبطت عبادتها بقيمة اجتماعية دينية، ومهنة مثلى إن صح التعبير، تتمثلان فيما سمّي: العاهرات المقدسات، المعروفات باسم عشتاريتو أي العشتاريات. أولئك المومسات عملن على وهب أجسادهن في المعابد لكل راغب كطقس عبادة مقدسة. لم يكن الأمر وقتئذ مرتبطاً بالإثم بل على العكس كانت تلك المهنة الأقدم مثار فخر لممتهنتها، حتى أن البغايا المقدسات كن يسمين في بابل: الطاهرات الإلهيات. مما حدا بالقانون الاجتماعي اللاهوتي السائد إلى وضع عقاب صارم لكل من تسوّل له نفسه الحطّ من قدر أولئك المقدسات. أما لدى الآشوريين فقد أضيف إلى صفات الربة عشتار صفة أخرى فأصبحت ربة الحرب واللذة والحب والخصب، وذلك إذا أخذنا بعين الاعتبار طبيعة الشعب الآشوري المحاربة". روزا ياسين -.. عبادة الأنثى وقرابين البكارة– بحث في المومس في ميثولوجيات المنطقة – موقع الأوان الإلكتروني.
عبادة الأنثى لازمت الإنسانية خلال، ما يطلق عليه، عهد سيطرة الأم أو المرأة عموما حين كانت الأم هي أساس القرابة، أي ينسب الأبناء إلى الأم التي يمكنها ممارسة الجنس مع عدد من الرجال وتنجب منهم، وكان ذلك سائداً أيضاً في بعض المناطق في التاريخ القديم حيث يتشارك الرجال إمرأة واحدة وعندما تنجب هي التي تختار الرجل الذي سيكون زوجاً لها وخاضعاً لرغباتها.
في ظل الحراك الاجتماعي التاريخي والتطورات الاقتصادية والسياسية التي طالت كثيرا من الحضارات وأعادت صياغة قواعد اللعبة في العلاقة بين الرجل والمرأة، تراجع دور الأم كأساس للقرابة ليسود بعدها عهد الأب او ما أصبح يعرف بالبطريركية الأبوية. أعادت تلك التحولات صياغة النظام الاجتماعي وأحدثت إنقلاباً في النظرة إلى المرأة وحولتها لمرتبة دنيا عن الرجل. فقد فرض الآشوريون الحجاب على المرأة المتزوجة، وحرمها الإغريق من كل حقوقها الاجتماعية وتراوحت قبضة الرجل عليها في كل الحضارات لاحقاً لكنها أكدت على أهمية التحكم والسيطرة عليها، بل كانت الأنثى، لاحقاً، تمثل عاراً يجب التخلص منه في المجتمع العربي القديم بعد أن كان الرجال يقفون على بابها زرافات لينالوا رضاها في عصر ما.
أحدثت تلك التحولات، أيضاً، إنقلاباً في مفهموم الجنس فبعد أن كان مقدساً وتمارسه النساء جماعياً داخل المعابد مع الكهنة وفي بعض الحضارات كان لابد للمرأة أن تفض بكارتها مع رجل غريب قبل أن تعمد إمرأة ناضجة، صارت المرأة التي تمارس الجنس، خارج السياج المضروب حولها، مومساً وبغيا بدلاً من كونها قديسة، ولعل في أسطورة جلجامش واستنكاره للارتباط بالإلهة "عشتار" التي كان يتوق إلى وصالها الجميع، مثالاً ساطعاً لهذا الانقلاب. وتجد الكثير من الدراسات تتحدث عن البغاء كأقدم مهنة في تاريخ البشرية، ما يعني ارتباطها بالنسق السياسي الذي ينظمها والنسق الاقتصادي الذي يعتمدها كمورد من موارد الدخل وتأثيراتها على البنية المجتمعية، وهو ما يلقي بظلاله على النظام الاجتماعي الكلي السائد.
تلك الرؤية في النظر إلى عبادة الأنثى وقدسية الجنس وممارسته خارج أطره المتفق عليها بعد سيادة عصر الرجل أو البطريركية الذكورية هو ما تبنته الديانات السماوية وأنزله الله سبحانه وتعالى نصوصاً في الكتب السماوية فيما بعد. ففي الكتاب المقدس يمثل مفهوم الخطيئة قاعدة مركزية وهي ذات مرحلتين، الأولى ارتبطت بغواية الحية لحواء والتي أغوت بدورها آدم للأكل من الشجرة المحرمة وهما في الجنة بعد، ومن ثم ظهرت سوءاتهما وهي مرتبطة بالأعضاء التناسلية ودلالاتها الجنسية، أما المرحلة الثانية فارتبطت بقتل قابيل لأخيه هابيل وفقاً للرواية التوراتية من أجل إمرأة أرادها لنفسه شهوة. لذلك كانت المرأة أكثر اضطهاداً عند اليهود عن غيرها في الديانات الأخرى. ولعل قصة السيدة مريم ونبي الله عيسى عليه السلام، وقد كانت في عهد سيادة اليهودية، تكشف بوضوح الموقف من البغاء، وهو ما أورده الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم على لسان مريم "قَالَتْ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا".
وقد جاءت الآيات واضحة في الكتاب المقدس بشقيه "العهد القديم" و"العهد الجديد"، ففي سفر الأمثال ٥: ١٨- ٢٠ "١٨ لِيَكُنْ يَنْبُوعُكَ مُبَارَكًا، وَافْرَحْ بِامْرَأَةِ شَبَابِكَ، ١٩ الظَّبْيَةِ الْمَحْبُوبَةِ وَالْوَعْلَةِ الزَّهِيَّةِ. لِيُرْوِكَ ثَدْيَاهَا فِي كُلِّ وَقْتٍ، وَبِمَحَبَّتِهَا اسْكَرْ دَائِمًا. ٢٠ فَلِمَ تُفْتَنُ يَا ابْنِي بِأَجْنَبِيَّةٍ، وَتَحْتَضِنُ غَرِيبَةً؟"
وفي رسالة افسس ٥:٣-٥ كان واضحاً إنكار المسيحية للجنس خارج أطره الشرعية المتعارف عليها "٣ أَمَّا ٱلْعَهَارَةُ وَٱلنَّجَاسَةُ مِنْ كُلِّ نَوْعٍ أَوِ ٱلْجَشَعُ فَلَا يَكُنْ بَيْنَكُمْ حَتَّى ذِكْرُهَا، كَمَا يَلِيقُ بِشَعْبٍ مُقَدَّسٍ، ٤ وَلَا ٱلسُّلُوكُ ٱلْمُخْزِي وَلَا كَلَامُ ٱلْحَمَاقَةِ وَلَا ٱلْمَزْحُ ٱلْفَاحِشُ، وَهِيَ أُمُورٌ لَا تَلِيقُ، بَلْ بِٱلْحَرِيِّ ٱلشُّكْرُ. ٥ فَإِنَّكُمْ تَعْرِفُونَ هٰذَا، وَتُدْرِكُونَهُ أَنْتُمْ أَنْفُسُكُمْ، أَنَّهُ لَا عَاهِرَ أَوْ نَجِسًا أَوْ جَشِعًا — وَمَعْنَاهُ أَنَّهُ عَابِدُ أَصْنَامٍ — لَهُ مِيرَاثٌ فِي مَلَكُوتِ ٱلْمَسِيحِ وَٱللهِ". وتدعو المسيحية إلى الهروب قولا واحداً من العاهرة في رسالة كورنثوس الاولى ٦:١٨ "١٨ اُهْرُبُوا مِنَ ٱلْعَهَارَةِ. كُلُّ خَطِيَّةٍ أُخْرَى يَرْتَكِبُهَا ٱلْإِنْسَانُ هِيَ خَارِجَ جَسَدِهِ، أَمَّا ٱلَّذِي يُمَارِسُ ٱلْعَهَارَةَ فَيُخْطِئُ إِلَى جَسَدِهِ ٱلْخَاصِّ". وفي رسالة كورنثوس الثانية ١٢:٢١ "٢١ لَعَلَّ إِلٰهِي، مَتَى جِئْتُ مَرَّةً أُخْرَى، يُذِلُّنِي بَيْنَكُمْ، وَأَنُوحُ عَلَى كَثِيرِينَ مِنَ ٱلَّذِينَ أَخْطَأُوا سَابِقًا وَلٰكِنَّهُمْ لَمْ يَتُوبُوا عَمَّا مَارَسُوا مِنْ نَجَاسَةٍ وَعَهَارَةٍ وَفُجُورٍ".
أشار القرآن الكريم إلى ظاهرة البغاء في سورة مريم التي قالت عندما أرسل الله لها روحه التي تمثلت بشرا وقال لها إنه رسوله ليهب لها غلاماً زكيا، "قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (20)" وأكدها مرة أخرى في ذات السورة عندما أتت مريم أهلها وهي تحمل وليدها "فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا (27) يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (28)". فاعتبار ظاهرة ممارسة الجنس خارج إطار الزوجية يدخل ضمن ممارسة البغاء وأن ما ينتج عنه من أبناء هو "شيئا فريا"، وهو مفهوم سابق لنزول القرآن وقبل نزول الانجيل، فهؤلاء بنو اسرائيل الذين يدينون باليهودية يحاكمون مريم، لجهلم بحقيقة الأمر، بأنها بغي لأنها جاءت شيئا فريا. وفي الآية الأولى تؤكد مريم أنها لم يمسسها بشر وليست بغيا حتى تلد غلاما، ولاحقاً يخاطبها قومها بأن أمها "ما كنت بغيا".
وتناول القرآن ظاهرة البغاء بوضوح لا لبس فيه، باعتبارها من عمل الشيطان، وكانت العلاقات الاجتماعية المرتبطة بالجنس محوراً مهما من محاور النصوص القرآنية والإرشادات الإلهية التي جاءت لتنظم الفوضى التي كانت تسم هذا الجانب. فقد كانت حياة العرب وعلاقات المرأة بالرجل يظللها كثير من المظاهر التي لا تستقيم حتى مع النصوص الواردة في الديانات السماوية التي سبقت نزول القرآن الكريم. وتراوحت المفردات القرآنية ذات الدلالة ما بين الفحش والزنا وارتباطها بالشيطان كما جاء في سورة البقرة "الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ " (268).
واشتهر العرب قديما باتخاذ طرائق عدة في العلاقات الجنسية بين المرأة، وتجلى ذلك في تعدد العلاقات وطبيعتها، فقد عرف العرب ما يسمى الاستبضاع وهو أن يدفع رجل بزوجته لآخر من ذوي الحسب والشهرة لتحبل منه، وما يعرف بالمخادنة وهي أن تصاحب المرأة رجلاً خارج إطار الزوجية، وكذلك البدل أي أن يتبادل رجلان زوجتيهما إلى حين، كما كانت بعض النساء يتخذن تعدد الرجال سبيلا غير الزوج المعروف، إضافة إلى المرأة التي تفتح دارها للعديد من الرجال لمواقعتها لتتخذ من أحدهم في النهاية زوجاً تختاره من بينهم، وغيرها من الأشكال التي وضع لها الإسلام بتعاليمه حداً محذراً من مغبة الوقوع في الخطيئة التي تورد الإنسان موارد التهلكة. وكما جاء في سورة الاعراف "يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآَتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (26) يَا بَنِي آَدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآَتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ (27) وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آَبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ " (28).
وكان الخطاب القرآني أكثر وضوحاً وهو يأمر النبي عليه الصلاة والسلام في سورة الممتحنة بمبايعة المؤمنات اللائي إذا جئنه، مشترطاً لبيعتهن الرسول الكريم ألا يشركن بالله شيئاً ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ولا يعصين الرسول في معروف. بعض تلك الشروط مرتبطة بالسلوك الجنسي، فالزنا كان سلوكاً شائعاً ما قبل نزول الرسالة وأثناءها، قبل أن يجرمه ويحرمه الله تعالى بنصوص قرآنية، ويمكن قراءة تعقيدات العلاقات الجنسية المتعددة في ما ورد في الآية بأن "لا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن" بحسب ما جاء في التفاسير بأنه يعني الا يلحقن بأزواجهن غير أولادهم وهو ما كان شائعاً كما ورد ذكره. "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ" (12) – الممتحنة.
ويضع القرآن ضوابط أكثر صرامة في هذا الشأن بضرورة بلوغ الكتاب أجله والله عالم بمكنونات النفس البشرية وميلها إلى ممارسة الجنس إن لم يردعها رادع، وفصل سبحانه وتعالى ذلك في سورة البقرة "وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَكِنْ لَا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلًا مَعْرُوفًا وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ" (235).
ولمزيد من محاصرة ظاهرة البغاء أو الفاحشة والزنا، حرمها على المؤمنين باعتبار فعلها هو من شأن المشركين والزناة رجالا ونساء، كما جاء في سورة النور "الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ" (3).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق